الموسوعة جاءت في نسق مختلف في تناول أحداث السيرة النبوية؛ حيث ركَّزت على عدد من النواحي التي كانت غير مطروقة أو مطروقة ضمن سياق آخر أشمل، في كتب السيرة النبوية الأخرى، وتركز على الجوانب الحركية والنواحي السياسية في السيرة النبوية.

وتُعتبر الموسوعة من المصادر المبكرة الشديدة أهمية التي تناولت التراث الإسلامي، أحداثًا ونصوصًا، من الزاوية التي تُعنى بها رؤية المصلحين الإسلاميين في القرن التاسع عشر والقرن العشرين، والمتعلقة بكشف الجوانب المغطاة من الإسلام في مجالات لا يريدها خصوم الأمة في مجال السياسة والحكم وغير ذلك من مظاهر تنظيم الحياة الإنسانية.

وضع أبو زهرة موسوعته في ثلاثة مجلدات، تناول المجلد الأول منها إضاءات حول الرسول الكريم "صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"، سواء لجهة التعريف به نسبًا، وأحوال أهل مكة المكرمة وشبه الجزيرة العربية وقت البعثة، مع إطلالة موسعة حول شخصية الرسول "عليه الصلاة والسلام"، والمحتوى الإنساني فيها.

المجلد الثاني، تناول السيرة النبوية في المرحلة المدنية، وكيف أقام الرسول الكريم "صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"، دولة الإسلام الأولى، وما تكشفه في صدد المكون الفكري والتشريعي الشامل في الإسلام لشؤون السياسة والحكم وإدارة أمور المجتمع.

وفي هذا الإطار، تناول الغزوات التي وقعت، والصراع بين دولة الإسلام واليهود في هذه المرحلة، وصولاً إلى محطة صُلح "الحُدَيبية" من السيرة النبوية، كما تناول الجزء ما نزل خلال هذه المرحلة من قرآن كريم، والأحكام الشرعية التي ثبتت في هذه المرحلة، مثل حد الحرابة.

المجلد الثالث تناولت الفترة التي وقعت منذ أحداث خيبر والغزوة التي جرت في تلك المرحلة، وحتى وفاة الرسول الكريم "صلَّى اللهُ عليها وسلَّم".

وركز في هذا المجلد على ما نزل من القرآن الكريم في هذه المرحلة، ودلالاته، وخصوصًا سُورة "التوبة"، وكذلك الغزوات التي جرت على الحدود الشمالية لشبه الجزيرة العربية، مؤتة وتبوك، وكيف كانت معاني حجة الوداع والخطبة الشهيرة التي ألقاها فيها النبي "عليه الصلاة والسلام".