العقيدة المنورة في معتقد السادات الأشاعرة

العقيدة النورية أو العقيدة المنورة في معتقد السادات الأشاعرة

5,69 €

العقيدة النورية في اعتقاد الأئمة الأشعرية ولها مسمى آخر وهو "العقيدة المنوَّرة في معتقد السادات الأشاعرة"،[1] هو كتاب في العقيدة الاسلامية للإمام أبي الحسن علي النوري الصفاقسي المتوفى سنة (1118هـ)، وصفها تلميذه علي المؤخر ـ والذي قام بشرح ميسر لها سماه: "مبلغ الطالب إلى معرفة المطالب" ـ ، بقوله: "فإن العقيدة النورية، الفاخرة السنية، والكوكبة الدرية في معتقد السادات الأشعرية، التي عمم الله نفعها في جميع البرية، حتى فتح الله بها بصائر عمية، وأحيى بقراءتها قلوبا كانت طامسة قسية، حتى أشرقت أنوار المعارف على جدرانها، فانشرحت باليقين واتسعت بإيمانها، ألا وهي عقيدة شيخ العصر، وملجأ المسلمين في هذا الدهر، والفاتق من نافع العلوم نهرا بعد نهر، الماشي في جميع أحواله في هذا الزمان على سيرة سيدنا محمد عليِّ القدر، شيخنا ودنيانا أبو محمد، علي النُّوري الصفاقسي، المالكي الصوفي،....".

Quantité
En Stock

هو العلَّامة المقرئ الفقيه المالكي الأشعري الصوفي: أبو الحسن علي بن محمد النوري الصفاقسي، محيي السُّنن وعَلمُ القراءات بالقطر التونسي، وهو صاحب كتاب "غيث النفع في القراءات السبع" ولد بصفاقس سنة 1053 ونشأ بها، ورحل إلى تونس فأخذ عن أهلها، ثم رحل إلى مصر فكمل بها علومه، ثم عاد إلى مسقط رأسه وانقطع لبثِّ العلم والإرشاد وإحياء السنَّة، حتى صار فريد العصر ورحلة الدهر، وانتفع به أمم من المقيمين والواردين إلى أن مات بها. كان يأكل من كسبه فيتَّجِر ويشتغل بالقماش يتعيش منه طلبًا للحلال وتوكُّلًا على الله، ولا يأخذ عن تعليمه شيئًا؛ طلبا لمرضاة ربه. كان الشيخ النوري يفتي بتحريم الدخان مشيًا على قول الشيخ اللقاني وغيره بذلك، وكان جميع أتباعه على رأيه حتى صار عنده كالمتحقِّق على تحريمه، ومنع من إظهار شربه، وكل من ظهر عليه وبَّخه على فعله وأغلظ عليه، وقد حكم السلطان العثماني محمد الرابع كذلك بحرمته. قال الشيخ أبو العباس أحمد بن ناصر: "النوري الصفاقسي من عباد الله الصالحين أهل العلم والعمل، أحيا الله به العلم والسنَّة في هذا القطر" وكان يدعو إلى جهاد قراصنة مالطة- فرسان القديس يوحنا- فعندما صار الناس يشكون بصفاقس من عدوانهم على سواحلهم، ينهبون السفن الراسية ويخطفون الغافلين الآمنين من البحارة، ومن يقدرون على الوصول إليه من الناس، دعا إلى الجهاد في سبيل الله تعالى، وتشاور مع أهل الفضلِ من أهل صفاقس في إنشاء سفن لهذا الغرض، فوافقه أكثرُ الناس على ذلك، وقام بجمع المال لإنشاء السفن، وأنفق هو من ماله الشيء الكثير، وأصدر فتوى بوجوب الجهاد لرد هذا العدوان، واعتبره واجبًا عينيًّا على كل مكلَّف. وقام بتنظيم شؤون المجاهدين بنفسه, وجعل لهم مقدَّمًا يأتمرون بأمره ويصلِّي بهم إمامًا, وهو تلميذه الشيخ الصالح أبو عبد الله قوبعة، فانقطع اعتداء الكفار وغنم المجاهدون منهم خيرًا كثيرًا، ويعتبر النوري هو الجد الأكبر ومؤسس عائلة النوري بصفاقس ومِن عَقِبه الشيخ محمود النوري الصفاقسي التونسي المصري.

موضوعه[عدل]

يدور موضوع هذه العقيدة، فيما يجب على المكلف المسلم معرفته في علم العقيدة، وأوصلها صاحبها الصفاقسي إلى عشرين صفة، وهي:

  • الوجود: وبرهان ثبوته له تعالى أن العالم وهو ما سوى الله تعالى حادث، لملازمته ما شوهد حدوثه، كالحركة والسكون، وأيضا فإنك تعلم بالضرورة أنك لم تكن ثم وجدت، وكل حادث لا بد له من محدث موجود، لاستحالة الانتقال من العدم إلى الوجود، بلا فاعل، فالعالم إذن لابد له من محدث موجود هو الله.
  • والقِدَم: أي الأولية لذاته وصفاته، وبرهان وجوبه له أنه لو انتفى عنه القدم ثبت له الحدوث فيفتقر إلى محدث، ويلزم التسلسل، فيؤدي إلى فراغ ما لانهاية له، أو الدور فيؤدي إلى تقدم الشيء على نفسه، وكلاهما مستحيل.
  • والبقاء: أي لا آخرية لذاته وصفاته.
  • والمخالفة للحوادث: أي نفي الجرمية والعرضية ولوازمهما، كالمقادير والحركة والسكون والجهات والقرب والبعد بالمسافة، وبرهان وجوبها له تعالى أنه لو ماثل الحوادث لكان حادثا، وقد مر برهان وجوب قدمه.
  • والقيام بالنفس: أي ذات موصوفة بالصفات العلية غنية عن الفاعل، وبرهان وجوبه له تعالى أنه لو لم يكن ذاتا لكان صفة، فيستحيل اتصافه بصفات المعاني والمعنوية، وقد قام البرهان على وجوب اتصافه تعالى بهما ولو احتاج للفاعل لكان حادثا وتقدم برهان نفي حدوثه، وثبوت قدمه.
  • والوحدانية في الذات والصفات والأفعال: أي ليست ذاته مركبة وإلا لكان جسما، ولا يقبل صغرا ولا كبرا، لأنهما من عوارض الأجرام، ولا ذات كذاته، ولاصفة كصفاته، ولا تأثير لكل ما سواه البتة، وبرهان وجوبها له تعالى أنه لو كان معه ثان لم توجد الحوادث للزوم عجزهما عند الاتفاق وأحرى عند الاختلاف.
  • والحياة: وهي لا تعلق لها.
  • والعلم: المنكشف له تعالى به كل واجب ومستحيل وجائز.
  • والإرادة: التي يخصص تعالى بها الممكن بما شاء.
  • والقدرة: التي يثبت تعالى بها أو يعدم ما أراد من الممكنات، وبرهان وجوب اتصافه تعالى بهذه الصفات أنه لو انتفى شيء منها لما توجد الحوادث.
  • والسمع والبصر: المنكشف له تعالى بهما جميع الموجودات.
  • والكلام: المنزه عن الحرف والصوت والتقديم والتأخير والسكوت لاستلزام جميع ذلك الحدوث.

سبب تأليفه[عدل]

اختصر الصفاقسي عقيدة الإمام السنوسي وهذبها وأخرجها في كتاب لطيف، سماه "العقيدة النورية في اعتقاد الأئمة الأشعرية"، وقد ذكر السبب الذي جعله يسلك هذا المسلك في تقرير عقائد الأشاعرة، حتى تكون سهلة المأخذ والفهم على المبتدئين وطلاب العلم، وهو ما ورد في ترجمة تلميذه رمضان بن أبي عصيدة، أنه كان يحضر عقيدة الشيخ، فقال الشيخ في بعض الأيام: هذه العقيدة أقعد من صغرى الشيخ السنوسي، من حيث إني كلما ذكرت عقيدة أتبعتها بدليلها، وأما الصغرى، فإن الشيخ السنوسي ساق عقائدها مجردة، وبعد استيفائها أتبعها بالأدلة، على طريق اللف والنشر المرتب".[3]

شروحه[عدل]

أبو الحسن الصفاقسي, نزار حمادي
2020-04-11

Fiche technique

Auteur
أبو الحسن الصفاقسي
Traducteur
نزار حمادي
Langue
العربية
Editeur/ Frabricant
دار الامام بن عرفة

Pas de commentaires client pour le moment.