المُيسِّر لمعرفة

أركان الإيمان

تأليف خادم الحديث الشريف،أبي محمد يوسف،فريد الباجي الحسني

جمعية دار الحديث الزيتونية

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدّمة:

الحمد لله رب العالمين و الصّلاة و السّلام على أشرف المرسلين صلّى الله عليه و آله و صحبه و سلّم تسليما كثيرا.

أمّا بعد: اعلم حفظني الله و إيّاك من الزّيغ و الطغيان في العقيدة و الإيمان، أنّ أوّل ما يجب على كلّ عاقل بالغ من إنس وجانّ بلغته دعوة الرّسول صلّى الله عليه و آله و سلّم في أيّ مكان إلى آخر الزّمان:

أن يؤمن يقينا و يعتقد جازما بلا ريب:أنّ كل ما جاء به الرّسول، النّبي محمد بن عبد الله المطّلبي الهاشميّ العربيّ، الصّادق الأمين صلّى الله عليه وآله وسلّم، وأنّ كلَّ ما أخبر به قرآنا أوسنّة صحيحة عن خالق كلّ شيء، هو الحقّ الوحيد الذي ينبغي الإذعان له والتّسليم، تصديقا بالجنان و شهادة باللّّسان وخضوعا بالإيمان.

وأن يعلم علما ثابتا: أنّ الدّين عند الله الإسلام،ومن يبتغ غير الإسلام دينا و منهجا وسبيلا في حياته، فهو في الدّنيا والآخرة من الخاسرين الهالكين، قال الله تعالى:{إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}، وقال تعالى:{ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} فكل من آمن بالله على غير ما جاء به النّبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فلن يقبل منه وهو في الآخرة في نار جهنّم من الخالدين.

ولمَّا كان الإيمان الصّحيح المستوفى لأركانه هو سبب النّجاة من الخلود في النّار وجب على كلّ مسلم أن يعرف عقيدته الضّروريّة ليسلم من الخسران المبين.

ولما أدّى التطويل إلى كلل الهمم، صار الاختصار من الملتزم،فاستعنت بالله تعالى بعد الاستخارة والاستشارة في تأليف رسالة صغيرة،سهلة المبنى،واضحة المعنى في أركان الإيمان الستة ليتسنى فهمها من غير شيخ أومعلم، وأسميته: المُيسِّر لمعرفة أركان الإيمان" فأسأل الله تعالى أن ينفع به المسلمين إلى يوم الدّين والحمد لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على أشرف المرسلين.

فريد الباجي