حاشية العلامة علي بن مكرم الله العدوي الصعيدي على شرح الشيخ الزرقاني على العزية للجماعة الأزهرية ومعه ثبت مرويات علي العدوي الصعيدي

لقد كان التفقه في الدين من انفع المكاسب وازكاها لان حوادث العباد مردودة الى استنباط خواطر العلماء ومداركهم مربوط باصابة ضمائر الفقهاء. وقد جاءت الادلة المتضافرة في الحث على التفقه في دين الله ومعرفة احكام شريعته. ولما كان لهذا العلم تلكم الدرجة وهذه المنزلة اولاه علمائنا عناية كبيرة، وحرصوا على دراسته وتدوين فروعه ووضع القواعد والضوابط التي تجمع هذه الفروع المتناثرة وصنفوا بذلك كتبا كثيرة ما بين مطولة ومختصرة ومن جملة تلك المصنفات المختصرة والمفيدة التي كتب لها القبول والانتشار بين عامة المهتمين بالفقه المالكي هذا المتن المعروف بـ المقدمة العزية التي صنفها الامام العلامة فقيه المالكية ابو الحسن علي بن محمد المنوفي الشاذلي صاحب المصنفات والشروح المشهورة الذائعة اليت في المذهب فد رائ رحمه الله ان يضع مقدمة جامعة في فقه الامام مالك لينتفع بها طلاب العلم وراغبي التفقه سماها المقدمة العزية للجماعة الازهرية وقد لخصها رحمه الله من كتابه عمدة السالك في مذهب الامام مالك.وقد جمع العلامة المنوفي في مقدمته العزية امهات مسائل الفقه من كتب المذهب ومصنفاته الكبار وبين فيها خلاصة ما انتهى اليه علماء المذهب من ترجيحات وتشهيرات في المسائل التي وقع فيها الخلاف حتى صارت هذه المقدمة اصلا مهما من اصول المذهب التي جرى اعتمادها عليها