شـرح سـبـك الـجـواهـر
فى استخراج ماتضمنه قول ( لا إله إلا الله محمد رسول الله من العقائد )
تأليف الشيخ العلامة/ محمد الصالح بن عبدالرحمن الأوجلي (ت 1092 هـ )

ورد في مقدمة التحقيق:

.... وأما الكلمة الجامعة لهذه المعاني وزيادة، فهي قول: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّـهِ»، فهي تكفي عن كل ما سواها، وليس كلُّ ما سواها يكفي عنها، وقد كان الإمام أبو عبد الله محمد بن يوسف السنوسي (ت895هـ) من أوائل من استخرج منها أمهات القضايا الاعتقادية الشرعية التي يجب على المسلم الإيمان بها، وذلك في خاتمة شرحه على عقيدته الصغرى المعروفة بـ«ذات البراهين»، ثم توارد العلماء على العناية بتعدادها وبيان كيفية استخراجها، فأنهَوْهَا إلى ستة وستين قضية.
وقد انطلق العلماء في استخراج تلك القضايا من تعريف الإله بأنه المستغني عن كل ما سواه، المفتقر إليه كل ما عداه، وهو معنى منتزع من قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللهِ وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) [فاطر:15]، فيدخل في استغنائه عن كل ما سواه: الوجودُ، والقِدَمُ، والبقاءُ، والمخالَفةُ للحوادث، والقيامُ بالنفس، والسمع، والبصر، والكلام، وكونه سميعاً بصيرًا متكلماً، فهذه إحدى عشر، لو لم تجب له لكان محتاجاً إلى المحدِث أو المحلّ أو مَن يدفع عنه النقائص...